تضم المنشأة الجديدة في مجمع توازن الصناعي سبع ورش عمل وخمسة مختبرات متخصصة
أعلن معهد الابتكار التكنولوجي ذراع البحوث التطبيقية لدى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة اليوم عن إطلاق مركز بحوث الطاقة الموجهة لمنشأة بحثية متطورة في مجمع توازن الصناعي، الذي يعد مركزاً إقليمياً للأعمال الاستراتيجية في مجالات السلامة والأمن والذي يوفر بنية تحتية عالمية المستوى للأعمال.
وتضم هذه المنشأة الجديدة سبع ورش عمل متميزة وخمسة مختبرات متخصصة، يخدم كل منها مجالاً بحثياً معيناً. وتشمل ورش العمل السبع المتخصصة: الورشة الميكانيكية، ورشة الإلكترونيات، منطقة اختبار النماذج الأولية، لف الملفات، لف المحركات، اختبار العزل، ومختبر النماذج الصوتية. في حين تضم المختبرات الخمسة، التي تم تصميم كل منها لدعم متطلبات بحثية فريدة: معمل الطاقة النبضية، وغرفة شبه كاتمة للصدى، وغرفة العزل الكامل، والمختبر الصوتي، ومختبر تطوير الليزر.
كما تضم المنشأة أيضاً ثلاثة مختبرات بحثية متنقلة يمكن استخدامها إلى جانب المختبرات الأولية أو في مواقع العمل لإجراء الاختبارات الخارجية، بما في ذلك مختبران متنقلان للكهرومغناطيسية ومختبر ليزر متنقل.
ويمكن للمنشأة الجديدة أن تستوعب 150 من الباحثين وأعضاء الهيئة التدريسية الزائرين أو الباحثين الضيوف العاملين بالتعاون مع فريق مركز بحوث الطاقة الموجة. وقد تم تجهيز المركز الجديد بثلاث غرف للتدريب تستوعب ما يصل إلى 45 شخصاً في الندوات والدورات التدريبية. وتتخذ المنشأة موقعاً استراتيجياً ضمن مجمع توازن الصناعي، المنطقة الإقتصادية الآمنة، مما يمكنها من تقديم خدمات البحث والاختبار للقطاعات الصناعية المحلية وخارجها.
وتشمل التطبيقات التي يمكن أن يركز عليها مركز بحوث الطاقة الموجة: الكهرومغناطيسية عالية الطاقة (HPEM) واختبار التوافق الكهرومغناطيسي (EMC)، وتحديداً اختبار المناعة والانبعاثات عند مستويات طاقة مختلفة. كما يمكن للمركز إجراء بحوث متطورة في مجالي الكهرومغناطيسية عالية الطاقة والطاقة النبضية، بالإضافة إلى اختبارات التأهيل المسبق للعديد من الصناعات في المنطقة.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها أيضاً في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، توفر المنشأة الجديدة القدرة على إجراء اختبارات رائدة على الترددات اللاسلكية لتصنيع وتوصيف الأجهزة عالية الطاقة ذات الحالة الصلبة. ومن جهة أخرى، توفر المختبرات المتقدمة إمكانية تشكيل أنظمة وتطبيقات جديدة للقطاعات الصناعية المحلية.
ومع بروزها كمجال اهتمام رئيسي، يمكن للمنشأة الجديدة إجراء تجارب صوتية عالية الحساسية تتطلب درجة عالية من العزلة عن الأصوات والذبذبات البيئية، وتدعم تطوير وتوصيف أجهزة الإرسال والاستشعار الصوتية غير العادية. كما تساعد البيئة المُراقَبة عن كثب في المختبرات المخصصة على تحديد مصادر الصوت غير الطوعية في الأنظمة الإلكترونية المتطورة التي قد تؤدي إلى التسرب من القنوات الجانبية. ويمكن لأدوات تحليل الذبذبات البصرية المطورة خصيصاً لمركز بحوث الطاقة الموجهة دراسة سلوك النظام الميكانيكي عبر نطاق واسع من الترددات.
كما حقق المركز إنجازات نوعية في مجال ابتكار النماذج الأولية لإلكترونيات الإشارة والصوتيات بهدف تسهيل التطوير المحلي للحلول المتقدمة مثل أجهزة الترددات اللاسلكية الصغيرة/عالية الكثافة والأجهزة الصوتية. وتتمتع منشأة مجمع توازن الصناعي بالقدرة على إجراء عمليات اللحام والتجميع الميكانيكي المتطور والاختبار مع دفع عجلة تقدم النماذج الأولية المصنوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد لتحسين التصنيع المبتكر باستخدام الأدوات الحديثة.
ويعتبر مختبر الليزر المتنقل التابع للمركز بأنه الأول من نوعه في المنطقة لإجراء تجارب لليزر في الهواء الطلق واستكشاف انتشار الليزر عالي الطاقة ودراسة تأثيره على الأهداف البعيدة في البيئة الجافة التي تتميز بها منطقة الخليج العربي. ويُصدر المختبر ليزراً متواصلاً متعدد الكيلوواط، وهو مجهز بتلسكوب مثبت على حلقة دائرية مائلة، ويركز شعاعاً على مسافة تتراوح بين 200 و 2000 متر. وقد تم تصميم المختبر المتنقل المتصل بمولد كهربائي ليُستخدم بشكل مستقل في الهواء الطلق في ظل درجات حرارة قصوى تصل إلى 50 درجة مئوية.
وفي معرض حديثه عن المنشأة الجديدة، قال الدكتور راي أو. جونسون، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي والرئيس التنفيذي بالإنابة لأسباير: "نحن ملتزمون باستقطاب المواهب العالمية إلى مراكزنا البحثية، الأمر الذي يشكل عاملاً أساسياً لدعم انتقال الإمارات نحو الاقتصاد القائم على المعرفة. وانطلاقاً من تلك الأولوية، نفتخر بالإنجاز الذي حققه المركز بإطلاقه هذه المنشأة، حيث ستجذب تلك المختبرات المبتكرة عدداً متزايداً من الباحثين، إضافة إلى العملاء الحريصين على الاستفادة من قدرات الاختبار عبر مختلف القطاعات، إذ تشمل حالات الاستخدام كل من التكنولوجيا الطبية والبيولوجية، وعمليات التنقيب، وتوصيف المواد، والرادارات، واكتشاف البضائع الخطرة والتي تعد جميعها بعضاً من التطبيقات والاستخدامات المحتملة بين العديد من التطبيقات الأخرى."
وقال الدكتور شوقي قاسمي، كبير الباحثين في مركز بحوث الطاقة الموجهة التابع لمعهد الإبتكار التكنولوجي: "يسعدنا إطلاق هذه المنشأة الجديدة بما توفره من إمكانات متطورة ستمنحنا أفضلية مميزة مع منح دولة الإمارات الاستقلالية التي تحتاج إليها في ما يخص ضمان الاختبار الشامل وإنشاء سلسلة توريد موثوقة. وغالباً ما تُصنَّف الاختبارات والأنشطة التي يجب إجراؤها لبناء نماذج أولية في هذا المجال بأنها خطرة، نظراً لمجالات البحث التي نعمل فيها. كما أنها تتطلب تراخيص وموافقات خاصة، في ظل وجود عدد قليل من الكيانات البحثية المجهزة للعمل على هذه القضايا الإدارية. ونأمل في تجنب تلك العقبات عبر بنيتنا التحتية الرائدة بهدف تقديم خدمات شاملة لعملائنا".
وسيوفر إنجاز المركز المتمثل في الجمع بين القدرات الأساسية المتعددة تحت سقف واحد فرصاً لنقل الاختبارات الكهرومغناطيسية عالية الطاقة إلى مستويات جديدة تماماً، مع تمكين اختبار الليزر عالي الطاقة في البيئات المضغوطة. كما يضيف المركز إلى المنطقة خبرات في الصوتيات والإلكترونيات والفيزياء وأمن المعلومات لتقديم المشورة للعملاء والتعامل مع المشاريع المتطورة في مجال الصوتيات.